للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وارفق بنفسك إن خلقك ناقص ... واستر أباك فإن أصلك مظلم

(٢١٠/أ) ادعى أن حسب هذا المهجو مظلم, وقد سبق إلى هذا اللفظ لأن خفاف بن ندبة السلمي كانت أمه سوداء, وهو من غربان العرب, فقال: [المتقارب]

كلانا يسوده قومه ... على ذلك الحسب المظلم

وإنما أراد سواد اللون, وقد ادعى السؤدد مع إظلام الحسب. وإنما أراد الشاعر أن يهجو الرجل بكثرة مخازيه ويزعم أنها سود كالليل.

وقوله:

واحذر مناوأة الرجال فإنما ... تقوى على كمر العبيد وتقدم

المناوأة من قولهم: ناء بالشيء إذا نهض به وهي المعاداة؛ يريد أن كل واحد من العدوين ينهض لقتال صاحبه.

وقوله:

ومن البلية عذل من لا يرعوي ... عن جهله وخطاب من لا يفهم

الارعواء: الرجوع إلى الشيء. يقال: قد ارعوى فلان إلى الدين أي قد رجع إليه. وحكي عن أبي بكر الخياط النحوي, وكان - فيما قيل - يعرف مذهب البصريين والكوفيين, أنه قال: أقمت عشر سنين أسأل عن وزن ارعوى فلم أجد من يعرفه. وأصله عند النحويين: ارعو في وزن احمر, وأصل احمر. احمرر؛ فكأنهم [لما] لم يأت في كلامهم واوان مجتمعتان فروا إلى أن يجعلوا الواو الثانية في ارعو ألفًا فيقولون: ارعوى. ولو قيل: ابنوا من الغزو مثل افعل؛ لوجب أن يقال: اغزوى, والأصل: اغذو كما تقدم في ارعو.

<<  <   >  >>