للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله: (٢١٤/أ)

وأهوى من الفتيان كل سميدعٍ ... نجيبٍ كصدر السمهري المقوم

السميدع: يختلف في العبارة عنه؛ يقال: هو السيد الكريم, ويقال: هو السيد الشجاع. ورووا عن المنتجع بن نبهان الكلابي أنه قال: السميدع: السيد الموطأ الأكناف. وقوله: الموطأ الأكناف يدل على أنه وصفه بالحلم.

وقوله:

خطت تحته العيس الفلاة وخالطت ... به الخيل كبات الخميس العرموم

يقول: أحب من الفتيان من قد ركب العيس وقطع الفلوات, وهومع ذلك قد شاهد الحروب وكبات الخميس؛ أي حملاته في الحرب. يقال: كان ذلك في كبة القوم أي في حملتهم.

وقوله:

ولا عفة في سيفه وسنانه ... ولكنها في الكف والفرج والفم

نفى عن هذا الموصوف عفة السنان والسيف؛ لأنه وصفه بقتل الأعداء, وذكر أنه عفيف الطرق؛ أي لا ينظر إلى ما يكره النظر إليه, فهو عفيف الطرف والفرج والفم.

وعفة الفم تحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون يمسك لسانه عن الغيبة.

والآخر: أن يريد: كرم مأكله وأنه لا يصيب مالًا إلا من وجهه.

وقوله:

فدى لأبي المسك الكرام فإنها ... سوابق خيلٍ يهتدين بأدهم

الهاء في إنها عائدة على الكرام, ويجوز أن يكون الذي حمله على ذلك أنه شبههم بالسوابق, وقال: يهتدين فجعل الضمير عائدًا عليها, ولو قال: إنهم سوابق خيلٍ يهتدون لكان حسنًا.

وقوله:

أغر بمجدٍ قد شخصن وراءه ... إلى خلقٍ رحبٍ وخلقٍ مطهم

شبه كافورًا بجوادٍ أدهم وجعله أغر بمجد. وزعم أن السوابق قد شخصن وراءه إلى خلقٍ رحبٍ وخلقٍ مطهم. والتطهيم حسن الخلق. ويقولون: المطهم من الخيل الذي يحسن كل عضوٍ منه.

<<  <   >  >>