للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكفيا ذلك, ولعلهما نطقا به على الصواب وغيره بعض الرواة.

وقوله:

من اقتضى بسوى الهندي حاجته ... أجاب كل سؤالٍ عن هلٍ بلم

أخرج هل ولم من بابهما فجعلهما اسمين كدمٍ ويدٍ فحسن فيهما التنوين. يقول: من اقتضى بغير السيف حاجته أجاب كل سؤال يقال فيه: هل قضيت حاجتك؟ يقول: لم تقض. وينبغي أن يكون الشاعر قصد بالحاجة في هذا الموضع ما عظم من الأشياء والمطالب, فأما عادة الناس فيما هان من الأمور فإن حوائجهم مقضية بأهون السعي.

وقوله:

فلا زيارة إلا أن تزورهم ... أيدٍ نشأن مع المصقولة الخذم

ذم القوم الذين كان تقرب إليهم, وزعم أنهم توهموه عاجزاً وأنه لا يزورهم إلا بقومٍ أيديهم قد نشأت مع السيوف.

وقوله:

صنا قوائمها عنهم فما وقعت ... مواقع اللوم في الأيدي ولا الكزم

الكزم: قصر اليد. يقول: صنا قوائم السيوف عن أيدي هؤلاء القوم لأن أيديهم لئيمة؛ فوصفها بالكزم مع اللؤم. وهذا المعنى قريب من قول جعفر بن علبة الحارثي: [الطويل]

نقاسمهم أسيافنا شر قسمةٍ ... ففينا غواشيها وفيهم صدورها

وقال الحارثي: [الطويل]

لهم صدر سيفي يوم بطحاء سحبلٍ ... ولي منه ما ضمت إلى الأنامل

<<  <   >  >>