للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقلةٍ كشباة الرمح باسقةٍ ... ضحيانةٍ في شهور الصيف مشراق

الضحيانة: الظاهرة للشمس, ومنه قوله تعالى: {وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}.

ويقال: جئت فلاناً كل شارقٍ؛ أي كل يومٍ طلعت فيه الشمس.

وقوله:

دان له شرقها ومغربها ... ونفسه تستقل دنياها

دان: أي أطاع, والشرق أصله أن يكون مصدراً ثم قيل للمكان: شرق؛ لأن الشرق يكون فيه. (٢٤١/ب) فأما المشرق فالموضع الذي الشرق فيه. وكذلك الغرب؛ إنما هو مصدر في الأصل؛ ثم قيل للمكان: غرب. فأما المغرب فموضع الغروب. والهاء في شرقها ومغربها راجعة إلى الدنيا.

وقوله:

تجمعت في فؤاده همم ... ملء فؤاد الزمان إحداها

يقول: هذا الممدوح عظيم الهمم؛ فأصغر هممه ملء قلب الزمان, وهذا إفراط في المبالغة. واشتقاق الهمة والهم واحد؛ إلا أنهم استعملوا الهم في الحزن وشغل القلب, واستعملوه في معنى الهمة.

وقوله:

فإن أتى حظها بأزمنةٍ ... أوسع من ذا الزمان أبداها

حظها: يعني الدنيا. يقول: إن كان للدنيا حظ يأتيها بزمانٍ أوسع من زمانها الذي هي فيه أبدى هذا الممدوح هممه. والهم والهمة مشتقان من الهميم وهو الدبيب. يقال: همت الهوام على وجه الأرض أي دبت. والمراد أن الهم يهم في القلب؛ أي يدب, وكذلك الهمة. قال الهذلي: [الطويل]

<<  <   >  >>