للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ذو الرمة: [الطويل]

أعاريب طوريون عن كل بلدةٍ ... يحيدون عنها من جحاف المقادر

وقوله:

إن كنت تسأل شكا في معارفها ... فمن بلاك بتسهيدٍ وتعذيب؟

هذا البيت فيه ضرب من الإكذاب؛ لأنه سأل عن الجآذر كأنه لا يعرفها, ثم قال هذه المقالة الثانية, فدل على أنه خبير بهن.

والمعارف تستعملها العرب في معنى الوجوه, واحدها معرف, سمي بذلك لأن الوجه يعرف به الإنسان. وروي عن الأصمعي أنه قال في واحد المعارف: أنا منه أوجر؛ أي: خائف, كأنه لا يدري ما حقيقة واحد المعارف, فأما القياس فيوجب أن يكون الواحد معرفًا بكسر الراء؛ لأنه موضع المعرفة, والمضارع على يفعل؛ فهو كالمجلس موضع الجلوس, والمهبط موضع الهبوط. قال أبو كبيرٍ الهذلي في أن المعارف الوجوه: [الكامل]

متكورين على المعارف بينهم ... ضرب كتعطاط المزاد الأنجل

ويجوز أن تكون المعارف جمع معرفةٍ, كأنه أراد: إن كنت تسأل شكا في معرفتها, ثم جمع لإقامة الوزن. وقوله:

لا تجزني بضنًى بي بعدها بقر ... تجزي دموعي مسكوبًا بمسكوب

كني بالبقر عن النساء. قال عبد الرحمن بن حسان: [الكامل]

<<  <   >  >>