للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: على مخافة وعلٍ. والعبرات: جمع عبرةٍ, ويقال: إن أصل العبرة تردد البكاء في العين. فأما هذا الشاعر فلم يرد إلا الدمع بعينه.

وقد يجوز أن يحمل على أنه أراد من ماء عبراتها فحذف, ووصف البشر بالرقة, وجعله أرق من عبرات عينه؛ لأن الدمع يوصف بالصفاء, فيقال في الماء: كأنه الدموع, يريدون صفاءه.

وقوله: يستاق عيسهم أنيني خلفها ... تتوهم الزفرات زجر حداتها

(٣٢/ب) قد مضى ذكر العيس ويقال: تعيس البعير إذا كان يشبه ذلك الصنف من الإبل, ولم يكن بالخالص منه. قال المرار الفقعسي: [الكامل]

داو الهموم بكل معطي رأسه ... جونٍ مخالط صهبةٍ متعيس

وهذا كما يقال للرجل: تقيس؛ إذا أضاف نفسه إلى قيسٍ بانتسابٍ أو مجاورةٍ أو عصبيةٍ, وليس هو من الصميم.

يستاق: يفتعل من السوق, يريد أن الإبل تسير وهو يئن خلفها ويزفر؛ أي: يتنفس تنفسًا عاليًا, فتحسب العيس ذلك زجر حداةٍ يحدونها ويحثونها على السير.

<<  <   >  >>