للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

سقاني الله قبل الموت يومًا ... دم الأعداء من جوف الجروح

جوف: جمع أجوف, وهو الواسع الجوف من جميع الأشياء, والجروح: جمع جرحٍ, وذكر سيبويه أنهم لم يقولوا أجراح (٣٧/أ) في أدنى العدد, وإنما يحمل هذا القول على أن أجراحًا غير كثير الاستعمال, وقد أنشد أبو زيد هذا البيت, وهو لعبدة بن الطبيب:

حتى تصرعن من حيث التبسن به ... مخرجاتٍ بأجراحٍ ومقتول

والعرب تقول: شربنا دماء بني فلانٍ؛ أي: قتلناهم, ولا يريدون أنهم يشربون الدم للغيظ, ولكنهم يعنون أنهم لما قتلوهم اشتفت صدورهم, فكأنهم نقعوا بالشراب.

ولا يمتنع أن يكون بعض العرب في الجاهلية قد شرب من دم ثأره؛ لأنهم يروون أن هند ابنة عتبة أرادت أكل كبد حمزة بن عبد المطلب, أو أكلتها لشدة حنقها عليه, فيقال: إنها جفت عن مضغها, والله أعلم بهذا الحديث. وهذا البيت يروى لعمرو بن الأيهم التغلبي: [الوافر]

شربنا من دماء بني سليمٍ ... بأطراق القنا حتى روينا

<<  <   >  >>