للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشموم: من صفات الخمر, سميت بذلك لأنها تشمل برائحتها, وقيل: بل شبهت بالشمال من الريح؛ لأنها تعصف باللب كعصفة الشمال. وقالوا: رجل مشمول الخلائق؛ أي: محمودها, كأنهم شبهوها بالشمول من الراح. وقالوا مشمول الخلائق في الذم, كأنهم جعلوها مأخوذة من الشمال؛ لأنهم لا يحمدونها؛ إذ كانت تفرق السحاب.

وقد ذكر ذلك ابن السكيت في الأضداد. وقوله: جردت صنمًا؛ أي: أزالت الريح عنه لباسه.

وقوله:

ما باله لاحظته فتضرجت ... وجناته وفؤادي المجروح

التضرج: حمرة ليست بالشديدة, ويقال: ضرج فلان بالدم؛ إذا جرح فسال الدم عليه, وكأنهم يريدون سيلانًا لا يعم الجسد, بل يكون في جانبٍ, قال عقيل بن علفة:

إن بني ضرجوني بالدم ... شنشنة أعرفها من أخزم

من يلق أبطال الرجال يكلم

وقالوا: انضرجت العقاب؛ إذا تدلت في شق. قال امرؤ القيس: [الطويل]

كتيس الظباء الأعفرا نضرجت له ... عقاب تدلت من شماريخ ثهلان

وقالوا: فرس إضريج, كأنه ينضرج بالشد؛ أي: يأخذه في جانبٍ, أو يكون من قولهم:

انضرج الطريق؛ إذا انشق واتسع, قال أبو دؤاد الإيادي:

ولقد أغتدي يدافع ركني ... أجولي ذو ميعةٍ إضريج

<<  <   >  >>