للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بنيته بثبةٍ من ماليا ... أخشى رجيلًا أو ركيبًا غاديا

وفي كتاب ينسب إلى الخليل يعرف بكتاب الأبنية أن الثبة من الناس تصغيرها ثبية, وأن ثبة الحوض, وهي وسطه, تصغيرها ثويبة, فهذا يدل على أن الاشتقاقين مختلفان. وأكثر العرب يجروز قباتٍ في النصب والخفض مجرى مسلماتٍ. وبعضهم ينصب التاء في موضع النصب وكذلك أنشدوا قول الهذلي: [الطويل]

فلما جلاها بالأيام تميزت ... ثباتًا عليها ذلها واكتئابها

يروى بفتح التاء وكسرها, ولابد في الحالين من التنوين. والعباديد: الأفراد, ولا واحد له من لفظه, وقد ادعى قوم أن الواحد عبديد.

وقوله:

تحمل أغمادها الفداء لهم ... فانتقدوا الضرب كالأخاديد

يريد أنه وعدهم المال, فأقام الخيل التي هي ناصرة مقام الأموال. فانتقدوا ضربًا كالأخاديد؛ أي جعلوا ذلك كنقد المال, وهذا على سبيل الهزء. والأخاديد: جمع أخدودٍ, وهو حفرة في الأرض مستطيلة.

وقد جاء الأخدود في الكتاب الكريم, وفي الشعر القديم, قال الشاعر: [البسيط]

ولو يمر بصفوانس على عجلٍ ... إذًا لغادر في الصفوان أخدودا

<<  <   >  >>