للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقالوا في التثنية: فموان. قال الفرزدق: [الطويل]

هما نفثا في في من فمويهما ... على النابح العاوي أشد رجام

وحكى أبو زيد فمًا في وزن عصًا, وأنشد: [الرجز]

يا حبذا ثغر سليمى والفما ... والجيد والنحر وثدي قد نما

فإذا أخذ بذلك ففموان تثنية على قول من قال: فما, ومن قال: فم فيجب أن يقول في التثنية فمان, والتوحيد هاهنا مثله في قول علقمة: [الطويل]

بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب

وقوله:

أذم إلى هذا الزمان أهيله ... فأعلمهم فدم وأحزمهم وغد

الفدم عند قوم: الثقيل الوخم, وهو من قولهم: ثوب مفدم؛ إذا أثقل بالصبغ, وقيل: الفدم: العيي اللسان؛ أي: كأنه قد شد فمه بفدامٍ, وهو ما يجعل على فم الإنسان والإبريق.

وفي الحديث: «مفدمة أفواههم بالفدائم». والحزم: جودة الرأي, وإنما أخذ من حزم المتاع؛ أي: إحكامه بالشد, وأراد بالوغد هاهنا من ضعف رأيه.

<<  <   >  >>