للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا زرته, ومنه اشتقاق الاعتمار والعمرة, قال غالب بن الحر الجعفي: أنشده ابن الأعرابي في صفة نخلٍ: [الطويل]

يطوف بها الزوار كل عشيةٍ ... كما طافت العمار حول المناسك

فلما كانت الزيارة فيها تواضع للمزور جعلت الخدمة عمرًا, وقال قوم: معنى قولهم: عمرك الله؛ أي: حلفك بعمره إذا قال: لعمر, والعمر: البقاء, وقالوا: عمرتك الله؛ أي: جعلتك تحلف بعمره, أو تخدمه, قال الشاعر: [البسيط]

عمرتك الله ألا ما ذكرت لنا ... هل كنت جارتنا أيام ذي سلم

ويحتمل أن يكون قولهم: عمرك الله, مأخوذًا من: عمرت الديار من العمارة؛ أي: بعمرك المنازل المشرفة بذكر الله وعبادته, ويكون هذا الكلام مجانسًا لقوله: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله}؛ أي: أمر الله, فحذف المضاف.

وقوله:

رامياتٍ بأسهمٍ ريشها الهد ... ب تشق القلوب قبل الجلود

العرب تجعل العين كالسهم, قال جميل, ويروى للمرار: [الطويل]

معانان منها مرةً في كليهما ... تصحفت واضطم الفؤاد على سهم

أراد أنها نظرت إليه فكأنها رمته بسهم, أو كأنه نظر إليها فكان نظره كالسهم, وبيت أبي الطيب مأخوذ من قول جميل: [الطويل]

<<  <   >  >>