للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال كعب بن زهير: [البسيط]

يمشي الوشاة حواليها وقولهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول

والهزل: ضد الجد. يقال: هزل الرجل يهزل؛ إذا جاء بالهزل. وهزل دابته يهزلها, بضم الزاي, كأنهم أرادوا أن يفرقوا بين الفعلين, وأصلهما واحد؛ لأن الهزل في القول مأخوذ من هزل الدابة إذا كان الهزل كلامًا لا طلاوة له ولا قوة.

وقوله:

فيا أيها المنصور بالجد سعيه ... ويا أيها المنصور بالسعي جده

أراد أن الممدوح قد جمع بين الجد الذي هو حظ وبين السعي في طلب المكارم, فكل واحد من الخلتين تنصم الأخرى؛ لأن المجدود إذا اتكل على جده ولم يسع في طلب المكارم كان ذلك نقصًا عليه, وإذا سعى وهو غير مجدود لم يصل إلى خير؛ لأن المثل السائر: عش بجدك لا بكدك.

وقوله:

وليتك ترعاني وحيران معرض ... فتعلم أني من حسامك حده

يجب أن يكون أراد بحيران هذا الموضع الذي هو قريب من حمص ومعرض: أي بادٍ, يقال: أعرض لك الشيء إذا بدا. قال عمرو بن كلثومٍ: [الوافر]

فأعرضت اليمامة واشمخرت ... كأسيافٍ بأيدي مصلتينا

والحسام: السيف, أخذ من الحسم؛ أي: القطع, وربما قالوا: حسامة بالهاء. وقال الشاعر:

<<  <   >  >>