للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تطالعنا خيالات لسلمى ... كما يتطلع الدين الغريم

وقالوا: خيالة بالهاء, ويجوز أن تكون خيالات جمع خيالةٍ. ويروى لحاجز بن عوف الأسدي: [الوافر]

ألا طرقت خيالة أم كرزٍ ... وأصحابي بعيهم من تباله

يقول: هذا المحبوب إذا ألمت بي خيالاته فبلغه ذلك ضحك من أنني أحمدها؛ لأنه يعلم أنها ساخرة, فيعجب من خديعتها إياي, وهذه من الدعوى التي ليس لها حقيقة, ومثلها كثير في الشعر المحدث والقديم.

وقوله:

ما تعرف العين فرق بينهما ... كل خيال وصاله نافد

قال: فرق بينهما؛ فخبر عن اثنين, كأنه يعني الخيال والذي هو متخيل منه, ثم قال: كل خيال, ولو أمكنه الوزن لكان هذا من مواضع كلا؛ لأن القائل إذا قال: جاءني رجلان فالأحسن أن يقال: كلاهما فاضل, ولا يقول: كل, على أن ذلك جائز, ويحتمل أن يدعى أن كلا هاهنا واقعة على جميع الشخوص المرئية من بني آدم؛ أي: كل الإنس خيالات, وهذا الوجه يسلم فيه القائل من أن يكون قد استعمل كلًا في اثنين.

وقوله:

يا طفلة الكف غيلة الساعد ... على البعير المقلد الواخد

<<  <   >  >>