للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال امرئ القيس: [المتقارب]

لا وأبيك ابنة العامري ... لا يدعي القوم أني أفر

ثم قال بعد أبيات:

تروح من الحي أم تبتكر ... وماذا يضرك أن تنتظر

أمرخ خيامهم أم عشر ... أم القلب في أثرهم منحدر

وشاقك بين الخليط الشطر ... وفيمن أقام من الحي هر

فجاء بثلاثة أبيات متوالية مصرعةٍ, وهذا من طريق ما جاء عنهم. وبعض الناس يجعل أول هذه القصيدة مصرعًا, وهو قوله:

أحار بن عمروٍ كأني حمر ... ويغدو على المرء ما يأتمر

وربما جعلوا التصريع في آخر القصيدة, وأخلوا منه الأول, من ذلك قول أبي زبيدٍ: [الخفيف]

لمن العيس لابن أروى على ظهـ ... ـر المرورى حداتهن عجال

ثم قال في آخرها: [الخفيف]

كل شيءٍ تحتال فيه الرجال ... غير أن ليس في المنايا احتيال

ولم يأت عن الطبقة المتقدمة مثل الخليل وأصحابه فرق بين التصريع وغيره, وبعض الناس يفرق بين التقفية والتصريع, فيجعل التقفية لما اعتدل شطراه من الشعر؛ كقول طرفة: [الطويل]

لخولة أطلال ببرقة ثهمدٍ ... وقفت بها أبكي وأبكي إلى الغد

<<  <   >  >>