للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: هذه السوابق رجت أن تستريح إذا صرات إلينا؛ لأنها كانت متعبةً عنده بالطراد, ودعا عليها بأن لا تنال ذلك؛ أي: إنا بعد نتعبها؛ لأنا نتبع سيرته ونفعل كما يفعل من طراد الأعداء, وهذا معنى مستطرف؛ لأنه كان ينبغي لهذه الخيل أن تستريح ما دامت في بلاد الممدوح؛ إذ كانت آمنةً من الأعداء, فإذا خرجت منها جاز أن يحتاج أربابها إلى القتال.

وقوله:

أنا من شدة الحياء عليل ... مكرمات المعله عواده

هذا البيت والذي بعده من الأبيات يدل على أن ابن العميد نقد على أبي الطيب شيئًا فيما مدحه به ولم يقرر بالتقصير إلا من أمرٍ عظيمٍ؛ لأنه يصف شعره وثناءه في مواضع كثيرةٍ.

وقوله: (٦٥/ب)

ربما لا يعبر اللفظ عنه ... والذي يضمر الفؤاد اعتقاده

ما هاهنا ليست كافةً مثلما في قوله:

ربما تجزع النفوس من الأمـ ... ـر له فرجة كحل العقال

ولكنها في معنى اسم منكورٍ كأنه قال: رب شيء لا يعبر عنه الفظ؛ أي: إني إن كنت قصرت فيما قلته باللسان فإنما المعول على ما يعتقده الفؤاد. والهاء في اعتقاده راجعة إلى الفؤاد. وإذا جعلت ما نكرةً بان لك معنى البيت, ولو اعتقدت ذلك في مثل قوله تعالى: {ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين} لم يحسن.

<<  <   >  >>