للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

تعرض للزوار أعناق خيله ... تعرض وحشٍ خائفاتٍ من الطرد

يقول: أعناق خيله تعرض للزوار تعرض وحشٍ يخاف أن تطرد, كأنه ادعى لها أنها تفرق من أن يهبها؛ لأن كونها في ملكه أشرف لها من أن تكون في ملك غيره, وهذا نحو من قوله في الأخرى: [المنسرح]

من كل موهوبةٍ مولولةٍ ... قاطعةٍ زيرها ومثناها

وقوله:

وتلقى نواصيها المنايا مشيحةً ... ورود قطًا صم تشايحن في ورد

المشيح: يذكر في الأضداد, فيقولون: المشيح: الحذر, ويقال: الجاد في الأمر.

ومشيحةً في هذا البيت: يحتمل الوجهين, إلا أن الجد أغلب عليها من الحذر.

وتشايحن: أي: تجاهدن, يقال: شايح الرجل شياحًا؛ إذا كان يباري غيره في الجد, قال الراجز: [الرجز]

إذا سمعن الرز من رباح ... شايحن منه أيما شياح

ويقال رجل شيح؛ أي جاد مجتهد, قال أبو ذؤيب: [الطويل]

سبقتهم ثم اعتنقت أمامهم ... وشايحت قبل اليوم إنك شيح

وادعى قوم أن القطا صم, وأنشدوا قول الراجز: [الرجز]

ردي ردي ورد قطاةٍ صماء ... كدريةٍ أعجبها برد الماء

<<  <   >  >>