للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك هذا الممدوح هو محتجب عن العيون, ونواله وجماله لا يحتجبان فكأنه ظاهر, وادعاؤه أنضوء جبينه لا يحتجب من الكذب الذي اصطلحت عليه الشعراء وليس عندهم بالقبيح, وعين الشيء حقيقته فيقول: إذا كنت باطنًا فأنت حقيقة الظاهر وشخصهز

[ومن بيتين أولهما]

نال الذي نلت منه مني ... لله ما تصنع الخمور

وهما من سادس البسيط.

وقوله:

وذا انصرافي إلى محلي ... أآذن أيها الأمير

أي: هذا وقت انصرافي, ويجوز أن يشير إلى الانصراف لأنه قد حضر, وتم الكلام عند قوله: «محلي» , فاستفهم, وجاء بهمزة الاستفهام داخلةً على همزة آذنٍ, فالتقت همزتان متحركتان, فمن يحقق من العرب يحقق الهمزتين, ومن يخفف يوقع التخفيف بالثانية؛ لأن الأولى مبدوء بها, فلا يتسلط عليها التخفيف إلا أن يدعي مدعٍ أنه يصل النصف الآخر بالأول, فجعل الهمزة ياء وذلك بعيد جدًا, وإذا جعلت الهمزة الثانية بين بين فهي في زنة المتحرك عند البصريين.

وحكي عن أهل الكوفة أو عن بعض شيوخهم أنها تكون في وزن الساكنة. والبصريون ينكرون ذلك؛ لأن الساكنين لا يجتمعان في حشو البيت إلا ولهما حكم غير موجودٍ في هذا الموضع, وهو أن يكون الأول منهما حرف لينٍ ويكون الثاني مدغمًا, وإنما يزعمون أن ذلك اتفق في الوزن المتقارب, كقول القائل: [المتقارب]

فرمنا القصاص وكان التقاص ... ص فرضًا وحتمًا على المسلمينا

<<  <   >  >>