للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سكنت وقبلها الفتحة صيروها ألفًا, كما فعلوا في رأسٍ ويأسٍ. وقوله: مسكر السكر؛ أي: أن الخمر لا تغيره عن حال الصحو, فكأنه يسكر السكر فلا يعمل فيه شيئًا.

وقوله:

رأيت الحميا في الزجاج بكفه ... فشبهتها بالشمس في البدر في البحر

الحميا: سورة الخمر, وهي مأخوذة من حميت النار وغيرها إذا اشتدت. وجاءت الحميا مصغرة لا يعرف لها مكبر. ولو استعمل لوجب أن يكون حموى بالواو؛ لأنه من الحمي من قول امرئ القيس: [الطويل]

إذا جاش فيه حميه غلي مرجل

فقلبت الياء واوًا, كما فعل بها في شروى, قال زهير: [الوافر]

يجرون البرود وقد تمشت ... حميا الكأس فيهم والغناء

وقوله:

إذا ما ذكرنا جوده كان حاضرًا ... نأى أودنا يسعى على قدم الخضر

هذا المعنى مبني على قولهم: إن الخضر حي لم يمت, وإنه إذا ذكر في موضع قضي أن يمر فيه ذلك الوقت, وإذا استعملت الشعراء الخضر قالوا: مرة الخضر على مثال الكتف والكبد, ومرةً الخضر على مثال الكتف والكبد.

ولم يذكر في الشعر القديم؛ لأنه إنما عرف في الإسلام.

<<  <   >  >>