للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وفارس الخيل من خفت فوقرها ... في الدرب والدم في أعطافها دفع

يريد: فارس فرسان الخيل, فحذف المضاف لعلم المخاطب بما يريد القائل. وخفت, (١٠٠/أ) وإن كان ظاهره للخيل, فالمعني به الفوارس؛ لأن الخفة إذا أريد بها التسرع وضد الحلم, فإنما يستعمل ذلك في الإنس. والتوقير: التفعيل من الوقار, يقال: قر الرجل, ووقر, ووقره غيره, وكذلك وقر الفرس والدابة.

قال الراجز: وذكر بعيرًا: [الرجز]

يكاد ينسل من التصدير ... على مدالاتي والتوقير

والمدالاة: الرفق والمداراة. والدفع: جمع دفعةٍ, وهي دم يخرج بكثرةٍ, وإنما يريد أنها تطعن أو تضرب بالسيف فيندفع منها الدم, ويحتمل أن تكون الدفع التي تصيب أعطافها من دماء من يقتل على معنى الادعاء, والأول أشبه.

وقوله:

وأوحدته وما في قلبه قلق ... وأغضبته وما في لفظه قذع

أوحدته: أي: افترقت عنه وتركته وحيدًا, والقذع: ما لا يبنغي من القول كالشتم وما يجري مجراه؛ كأن هذه الخيل لما انهزمت أغضبت الممدوح, فلم يحمله الغضب على أن يقول كلامًا فيه قذع. يقال: ما بيننا أجل من القذع.

والقذع, بسكون الذال, والتحريك أجود, وبيت زهير ينشد على وجهين: [البسيط]

ليأتينك مني منطق قذع ... باقٍ كما دنس القبطية الودك

ينشد: قذع, بكسر الذال, وقذع, بفتحها.

وقوله:

بالجيش تمتنع السادات كلهم ... والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع

يقال للقوم يجتمعون للحرب: جيش, وهو اسم, أصله مصدر مأخوذ من قولهم: جاش

<<  <   >  >>