للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي حديث أم زرعٍ: «معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين» فذهب قوم إلى أن المراد الثديان ولم ير أبو عبيدة ذلك, وذهب إلى أن المراد رمانتان من هذا الرمان (١١٤/أ) المعروف. وفي هذا البيت من الصنعة أنه جعل الرمانتين في غصن بانٍ, والبان لا يثمر رمانًا, ولكن الشعراء يشبهون القد المستحسن بغصن البان, ويخصونه بذلك دون غير من الشجر, ويقال: إن هذه الكلمة التي هي البان ليست عربيةً في الأصل, وإنها مهموزة, وأما الشعراء فحمولها في العيافة على أنها من البين, وهذا الشعر يروى لسوار بن مضربٍ السعدي: [الوافر]

تنادى طائران ببين سعدى ... على غصنين من غربٍ وبان

فكان البان أن بانت سليمى ... وفي العرب اغتراب غير دان

وكذلك قول الآخر: [الطويل]

فقال غراب باغترابٍ من النوى ... وبان ببينٍ من حبيبٍ تجاوره

والعرب تسميه الشوع, ويروى لأحيحة بن الجلاح الأوسي: [السريع]

إذا جمادى منعت درها ... زان جنابي عطن معصف

في مشرفٍ يسمق جباره ... بحافتيه الشوع والغريف

<<  <   >  >>