للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو الهيجاء: هو عبد الله بن حمدان والد سيف الدولة, تمنى له أن يكون حيًا فيرى ما فعل ولده بهذه القبائل وغلبه إياها.

وقوله:

قشير وبلعجلان فيها خفية ... كراءين في ألفاظ ألثغ ناطق

البصريون يخفضون بلعجلان, وكذلك يوجب القياس, إلا أن المراد بنو العجلان, فحذفت النون, كما حذفت نون من في قول الشاعر: [المنسرح]

أبلغ أبا دختنوس مألكةً ... غير الذي قد يقال ملكذب

ويقال: إن أهل الكوفة يجيزون رفع العجلان في مثل هذا الموضع, يجعلونه مع ما قبله كالشيء الواحد, والراءان إذا اجتمعتا في ألفاظ من يلثغ بالراء كانتا خفيتين.

وقوله:

تخليهم النسوان غير فواركٍ ... وهم خلوا النسوان غير طوالق

يقال: امرأة فارك إذا أبغضت زوجها, قال ذو الرمة: [الطويل]

إذا الليل عن نشزٍ تجلى رمينه ... بأمثال أبصار النساء الفوارك

ويقال: فركت المرأة زوجها إذا لم ترضه, وصلف الرجل امرأته إذا لم تحظ عنده, قال الشاعر: [الوافر]

وقد خبرت أنك تفركيني ... وأصلفك الغداة ولا أبالي

وقد جاء الفارك في صفات الرجل شاذًا, قال الراجز: [الرجز]

إن العجوز فارك ضجيعها ... تنهل من غير أسى دموعها

والمعنى أن نساءهم فارقنهم وهن رواغب فيهم. وخلوهن غير طوالق؛ لأنهم لم يزهدوا في صحبتهن, وهذا المعنى متردد في الشعر القديم, قال الشاعر: [الطويل]

<<  <   >  >>