للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيجوز أن يكون أراد من أصدقائها فاستعمل الواحد مكان الجمع, ويجوز أن يكون أراد مضافًا فحذفه كأنه قال: من جنس صديقها أو من صحب صديقها, وقال جميل: [الطويل]

كأن لم نحارب يا بثين لو انها ... تكشف غماها وأنت صديق

يقول: لو كانت قلوب هؤلاء القوم صادقةً في محبك وموالاتك لكانت أخلاقهم أعداء لك؛ لأنك شجاع, وهم جبناء, وجواد وفيهم بخل, ونحو ذلك.

وقوله:

لأنك مبغض حسبًا نحيفًا ... إذا أبصرت دنياه ضناكا

الحسب: من يعده الرجل من آبائه, وما يحسبه من مكارمه, واستعار النحافة للحسب, وقد سبقت الشعراء إلى نحو ذلك, فقالوا: بنو فلان أدقاء؛ أي: ليس لهم شرف. وفلان مهزول الحسب, قال الشاعر: [الرمل]

رب مهزولٍ سمينٍ عرضه ... وسمين الجسم مهزول الحسب

والضناك: قد مر ذكرها, وهي المرأة التي يكثر لحمها حتى يرجم بعضه بعضًا, قال جميل: [الطويل]

ضناك على نيرين أمست لداتها ... بلين بلا الريطات وهي جديد

ويقال: نخلة مضانك إذا زاحمت النخلة التي إلى جانبها, قال غالب بن الحر الجعفي: [الطويل]

يقول لها الزوار أين خيارها ... أهاتيك أم هاتي التي لم تضانك

ومن ذلك قيل: رجل مضنوك: إذا أصابه زكام كأنه يضيق أنفه.

<<  <   >  >>