للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

أحاذر أن يشق على المطايا ... فلا تمشي بنا إلا سواكا

السواك: مشي ضعيف, وربما قالوا: هو مشي الجائع, وقال بعض الخوارج: [الطويل]

إلى الله أشكو ما أرى من جيادنا ... تساوك هزلى مخهن قليل

وحدث أبو الحسين علي بن الحسين المغربي - رحمه الله - أن عضد الدولة كان فيما حمله إلى أبي الطيب خمسون ألف درهمٍ, وزن كل درهمٍ درهم ونصف, جعلها في شقة ديباجٍ, وأعطاه سوى ذلك من البخاتي, وغيرها.

وقوله:

أتتركني وعين الشمس نعلي ... فتقطع مشيتي فيها الشراكا

هذا استفهام ليس عن جهلٍ, وإنما هو تقرير وإعلام أن ما يفعله خطأ, ولكنه مضطر إلى فعله, كما تقول للرجل: أتكرمني هذه الكرامة وأفارقك؛ أي: إن ذلك لا يجب, ولا يحسن؛ لأنك قد رفعتني حتى جعلت عين الشمس نعلي فأمشي فيها مشيًا يقطع الشراك؛ أي: لا ينبغي أن أفعل ذلك. ويجوز نصب تقطع ورفعها؛ فالرفع عطف على تتركني, والنصب على إضمار أن؛ لأنه جواب استفهام بالفاء.

وقوله:

أرى أسفي وما سرنا شديدًا ... فكيف إذا غدا السير ابتراكا

الابتراك: أن يعتمد في أحد جانبيه إذا عدا, قال زهير: [البسيط]

مرًا كفيتًا إذا ما الماء أسهلها ... حتى إذا ضربت بالسوط تبترك

وهذا المعنى يتردد كثيرًا. ومن أحسن ما قيل فيه بيت ينسب إلى جميلٍ, وهو: [الطويل]

<<  <   >  >>