للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي لم تجر عادة الموج أن يصل إليه.

وساحل البحر: قيل: هو في معنى مسحولٍ, لأن الماء يسحل عنه التراب, ويجوز أن يعني بساحل الماء الذي يقرب من شاطئه؛ لأنه الذي يسحل ترب الشاطئ, ثم سميت الأرض التي تقرب منه ساحلًا كما يسمى الشيء بما قاربه من الأشياء.

وقوله:

تركت جماجمهم في النقا ... وما يتحصلن للناخل

هذا إسراف في الصفة؛ لأن الجمجمة يجوز أن تبقى دهرًا قبل أن تصير رميمًا, وإنما هذه دعوى يستحسن مثلها قالة النظم, وغيرها أحسن وأشبه.

وقوله:

وأنبت منهم ربيع السباع ... فأثنت بإحسانك الشامل

جعل قتل الممدوح إياهم كإنباته ربيعًا للسباع, وهذا المعنى يتردد كثيرًا, ونحو منه قول الطائي: (١٣٩/ب) [الطويل]

فإن ذمت الأعداء سوء صباحها ... فليس يؤدي شكرها الذيب والنسر

وقوله:

وكم لك من خبرٍ شائعٍ ... له شية الأبلق الجائل

شية الأبلق: لونه, وأصل ذلك من وشيت الثوب, وينبغي أن تكون شية الفرس شيئًا يخالف لونه, قال الشاعر: [الطويل]

عطفت عليهم وردة اللون لا ترى ... بها شيةً إلا حجول القوائم

والأبلق يوصف بالاشتهار, قال الشاعر: [الطويل]

ترى الأبلق الشمراخ ينشد وسطنا ... ليالي عشرًا وهو في الجيش غابر

<<  <   >  >>