للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناس يقولون: بنفسي فلان؛ فيرفعون. وهو كلام فيه حذف, وقد يجوز أن يكون على تقدير قولهم: المفدى بنفسي وليد؛ فيرتفع بأنه اسم ما لم يسم فاعله, وهذا إخبار, وكأن فيه معنى التمني؛ أي: ليتني فديته بنفسي. وأراد بالأم: الأرض؛ أي إنها وإن كانت أمًا فهي لا تطرق بالحمل؛ يقال: طرقت الوالدة إذا تعسر عليها خروج الولد, وكذلك القطاة إذا صعب عليها خروج البيضة, قال الشاعر: [الطويل]

وقد جعلت رجلي إلى جنب غرزها ... نسيفًا كأفخوص القطاة المطرق

وقال النابغة الجعدي ووصف أسدًا: [الطويل]

كأن زفير القوم من خوف شره ... وقد بلغت نفس الجبان التراقيا

زفير المتم بالمشيأ طرقت ... بكاهله فما يريم الملاقيا

المشيأ: المختلف الخلق, والملاقي: جوانب الرحم, وهي جمع ملقى.

وقوله:

بدا وله وعد السحابة بالروى ... وصد وفينا غلة البلد المحل

يقال: ماء روي: أي مروٍ بكسر أوله والقصر, وإذا فتح أوله مد, قال الراجز: [الرجز]

يا إبلي ما ذنبه فتأبيه ... ماء رواء ونصي حوليه

وقوله:

وقد مدت الخيل العتاق عيونها ... إلى وقت تبديل الركاب من النعل

<<  <   >  >>