للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

فبات بين تراقينا ندفعه ... وليس يعلم بالشكوى ولا القبل

هذا من نحو معنى بيتٍ يروى لامرئ القيس وغيره, وهو: [الطويل]

تجافى عن المأثور بيني وبينها ... وتدني علينا السابري المضلعا

وقوله:

ثم اغتدى وبه من ردعها أثر ... على ذؤابته والجفن والخلل

الردع من قولهم: ردعت المرأة نفسها بالزعفران إذا اطلت به, وكذلك ارتدع الرجل بالدم والطيب. والمعنى: أنه دنا من هذه المرأة حتى لصق الطيب الذي تطيبت به بسيفه؛ فصار بذلك له فضيلة عند الصاحب.

وقوله:

لا أكسب الذكر إلا من مضاربه ... أو من سنانٍ أصم الكعب معتدل

(١٤٦/أ) كان كالملغز في صفة السيف, ثم أبان مراده بقوله: لا أكسب الذكر إلا من مضاربه. وينبغي أن يضاف سنان إلى أصم فذلك أجود من التنوين؛ لأن في السنان نونين؛ فإذا لحقه التنوين صار في الكلمة ثلاث نونات, ومع هذا فإن السنان لو نون لكان معناه: ومن سنان أصم كعبه, والكعب ليس للسنان وإنما هو للرمح, فإن كان ذلك جائزًا على الاستعارة كان كونه للرمح أشبه وأليق.

وقوله:

والمدح لابن أبي الهيجاء تنجده ... بالجاهلية عين العي والخطل

تنجده أي تعينه, وتنجده في موضع نصب على الحال. والمعنى: والمدح لابن أبي الهيجاء إذا أنجدته بذكر الجاهلية والرؤساء الذين كانوا فيها عين العي أي حقيقته.

والخطل: اضطراب الكلام وكثرته, ومنه قيل: رمح خطل أي يهتز, والمعنى: أن المادح له لا يحتاج إلى غيره من قديمي الآباء ولا حديثهم.

<<  <   >  >>