للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقل من إقالة العثرة, وأنل من النيل, وأقطع من إقطاع الضياع والأرضين, احمل من الحمل على الخيل, عل من التعلية, وسل من السلوان أي سل فؤادي مما كان فيه, أعد أي أعد علي أفضالك وعطاءك, زد من الزيادة, وهش من الهشاشة وهي البشر, وبش نحو منها, تفضل من الفضل, وأدن أي أدنني منك, وسر من السرور, وصل من الصلة. فلما أنشد هذا البيت رأى من حضر المجلس يعد حروفه فقال:

أقل أنل أن صن احمل عل سل أعد ... زد هش بش هب اغفر أدن سر صل

أن من الأون وهو الرفق, وصن من الصيانة, وهب من الهبة؛ وإنما أراد أبو الطيب أن يزيد في عدد ألفاظ البيت, وقد وضع بعد ذلك بيتًا لم يسبقه إلى مثله أحد من كثرة الألفاظ, وهي يجيء بعد هذه القصيدة.

وقوله:

أنت الجواد بلا من ولا كدرٍ ... ولا مطالٍ ولا وعدٍ ولا مذل

أصل المذل أن يقلق الرجل على فراشه فلا يستقر, قال الراعي: [الكامل]

ما بال دف بالفراش مذيلا ... أقذى بعينك أم أردت رحيلا

يقال: فلان مذل بشره أي لا يكتمه, ومذل بماله إذا كان سخيا, قال الأسود بن يعفر: [الكامل]

ولقد أروح على البجاد مرجلًا ... مذلًا بمالي لينًا أجيادي

والذي أراد أبو الطيب بالمذل أنه لا يقلق لما يلقاه من الشدائد كما يقلق غيره.

وقوله:

أنت الشجاع إذا ما لم يطأ فرس ... غير السنور والأشلاء والقلل

<<  <   >  >>