للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

القاتل الاصل الكميل فلا ... بعض جميلٍ عن بعضه شغله

القاتل: أي يقتل أعداءه, والواصل: الذي يصل عفاته وسائله وأقربيه, والكميل في معنى الكامل, وينشد للعباس بن مرداس: [المتقارب]

على أنني بعد ما قد مضى ... ثلاثون للهجر حولًا كميلا

يذكرنيك حنين العجول ... وصوت الحمامة تدعو هديلا

العجول: الناقة التي قد فقدت ولدها بمتٍ أو ذبحٍ.

وقوله:

فواهب والرماح تشجره ... وطاعن والهبات متصله

فواهب على تقدير قوله: فهو واهب, والرماح تشجره أي تطعنه, وإنما يريد أصحاب الرماح؛ يقال: شجره الرجل بالرمح, ثم جعلوا الرمح شاجرًا على المجاز أي يشجر به, كما قيل: ليل نائم أي ينام فيه. وطاعن مؤد معنى: وهو طاعن, والمراد أنه لا تشغله الحرب عن الجود, ولا تشغله الهبات عن القتال.

وقوله:

فكلما آمن البلاد سرى ... وكلما خيف منزل نزله

يقول: هذا الممدوح إذا آمن البلاد لم يمنعه ذلك من سرى الليل طلب المكارم, وغيره إذا آمن بلده أقام. والنصف الأول ضد النصف الثاني, والمعنيان صحيحان؛ لأنه جعل الممدوح إذا آمن البلاد فهو غير تاركٍ للسرى, وزعم أنه كلما خيف منزل نزل فيه.

وقوله:

وكلما جاهر العدو ضحى ... أمكن حتى كأنه ختله

<<  <   >  >>