للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فحذفها للضرورة؛ كأنه قال: أذكر أم أنثى. وألقى حركة أنثى على ميم أم فحذف همزة الاستفهام ضرورةً وهمزة أنثى؛ لأنه نقل حركتها إلى ميم وليس ذلك بضرورةٍ؛ لأن بعض القراء قد استعمل ذلك في الكتاب العزيز استعمالًا كثر؛ إلا أن ترك النقل أكثر في الشعر.

وقوله:

ليزد بنو الحسن الشراف تواضعًا ... هيهات تكتم في الظلام مشاعل

كان لهذا الممدوح, فيما قيل, نسب في ولد الحسن بن علي عليهما السلام, فقال الشاعر: ليزد بنو الحسن الشراف تواضعًا؛ يأمرهم بالزيادة في التواضع؛ لأنهم كلما زادوا فيه ظهر شرفهم؛ فهم يتواضعون لإخفاء نسبهم وهو لاينكتم, كما أن المشاعل لا تنكتم في الظلام. وحذف أن في قوله: تكتم, ولو أن الكلام غير منظومٍ لكان الوجه أن يقول: هيهات أن تكتم.

وقوله:

ستروا الندى ستر الغراب سفاده ... فبدا وهل يخفى الرباب الهاطل

فتح السين في «سترٍ» الوجه, لأنه المصدر وهو أولى بالعمل فيما بعده, وإن كسرت السين لم يكن إلى النصب سبيل إلا بإضمار فعلٍ يدل عليه لفظ الستر. وفتح السين أيسر وأسهل. ويقال: إن الغراب يكتم سفاده. وحدث رجل يوثق به في مثل هذا الحديث, أنه رآه يسفد, وأن الأنثى تنفرش له على ظهرها, ولا يسفد كما تسفد الطير.

وقوله:

جفخت وهم لا يجفخون بها بهم ... شيم على الحسب الأغر دلائل

جخفت: أي تكبرت وفخرت, وفي الكلام تقديم وتأخير؛ كأنه قال: جفخت بهم شيم وهم لا يجفخون بها. وذكر الصاحب ابن عبادٍ هذه الكلمة في الرسالة التي عاب فيها أبا الطيب, وإنما أنكر لفظ الكلمة.

وقوله:

يا افخر فإن الناس فيك ثلاثة ... مستعظم أو حاسد أو جاهل

يا افخر أراد: يا ممدوح افخر, والعرب تحذف المنادى بعد يا كثيرًا, قال العجاج: [الرجز]

<<  <   >  >>