للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ضمير لسعته لمجتني عسل النحل المذكور قبله، وفي شرح ديوان «أبي ذؤيب» للإمام «المرزوقي» إذا لسعته الدبر، والدبر النحل وجمعه دبور. يقول: إذا لسعت النحل هذا المشتار لم يرج لم يخف كما في قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَاباً} وكما وضعوا الرجاء موضع الخوف وضعوا الخوف موضع الرجاء كما قال:

(ولو خفت أني إن كففت تحيتي ... تنكب عني رمت أن يتنكبا)

أي لو رجوت. وقوله: وحالفها بالحاء المهملة والفاء قال «الأصمعي» أي صار حليفها في بيتها وهي نوب، ولم يرد حالفها في بيت غيرها. ورواه «أبو عمرو» وخالفها بخاء معجمة وفسره «ابن دريد» بقوله: جاء إلى معسلها من ورائها لما سرحت في المراعي. والنوب: النحل ولا واحد له. وقال «ابن الأعرابي» واحده نوبي. سموها بذلك لسوادها، وقال «الأصمعي»: جمع نائب كما يقال: عائذ: وعوذ: يريد أنها تختلف بأن تجيء وتذهب وتنتاب المراعي ثم تعود. وعواسل: أي تعمل العسل، وروي نوب بفتح النون يجعله مصدر نابه، أو يجعله كالسفر والبحر. وما ذكره المصنف من أن الرجاء بمعنى الخوف يختص بالنفي قول «الفراء» وخالفه غيره مستدلا بقوله تعالى: {وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ} قيل: والآية المذكورة هنا لا دليل فيها لاحتمال أن يكون معناها: افعلوا ما ترجون حسن عاقبته، فأقيم السبب مقام المسبب. وقد قالوا في قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ} أنه محتمل للوجهين أي يؤمل لقاء ربه

<<  <   >  >>