للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

ومعنى قوله: يتكففون، يسألون الناس فيمدون الأكف أو يسألون من الكفاف.

(ومنه الخبر: ابدأ بنفسك ثم بمن تعول).

هو بعض حديث روته "الطبراني" وفسر من تعول بمن تلزم نفقته من العيال كالزوجة والعبد. (ومنه قوله تعالى: {ذلك أدنى ألا تعولوا} معناه: ذلك أدنى أن لا تجوروا، ومنه قول بعض العرب لحاكم حكم عليه بما لم يوافقه: والله لقد علت علي في الحكم، ومن ذهب في تفسير الآية إلى أن معنى تعولوا يكثر من تعولون فقد وهم).

فيه سوء أدب؛ فإن القائل هو "الإمام الشافعي" رضي الله تعالى عنه- وهو أعلم باللغة منه ومن أضرابه، وليس ممن يجترى على تفسير القرآن العظيم بما لا يعلمه.

وفي "تهذيب الأزهري": أكثر أهل التفسير على أن معناه أقرب أن لا تجوروا وتميلوا، وعن "عبد الرحمن بن زيد بن أسلم" أنه فسره بلا تكثر عيالكم.

قلت: وإلى هذا القول ذهب "الشافعي" فيما أخبرني "عبد الملك" عن "الربيع" عنه.

قلت: والمعروف في كلام العرب: عال الرجل إذا كثر عياله.

ومن العرب الفصحاء من يقول: عال يعول إذا كثر عياله] وهذا يقوي قول "الشافعي" -رضي الله عنه- لأن "الكسائي" لا يحكي عن العرب إلا ما حفظه وضبطه.

وقول "الشافعي" نفسه حجة لأنه عربي فصيح اللسان، والذي اعترض عليه وخطأه عجل ولم يتثبت، ولا ينبغي للحضري أن يعجل إلى إنكار ما لم يحفظ من لغات العرب. اهـ.

<<  <   >  >>