للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٦٦]- قولهم: مرايا في جمع مرآة]

ويقولون في جمع مرآة: مرايا، فيوهمون فيه كما وهم بعض المحدثين حين قال:

(قلت لما سترت ... لحيته بعض البلايا)

(فتن زالت ولكن ... بقيت منها بقايا)

(فهب اللحية غطت ... منه خدا كالمرايا)

(من لعينيه التي ... تقسم في الناس المنايا؟ )

والصواب أن يقال فيها: مراءٍ على وزن مراعٍ، فأما مرايا فهي جمع ناقة مري، وهي التي تدر إذا مري ضرعها، وقد جمعت على أصلها الذي هو مرية، وإنما حذفت الهاء منها عند إفرادها لكونها صفة لا يشاركها المذكر فيها.

ــ

(ويقولون: في جمع مرآة: مرايا فيوهمون فيه، والصواب أن يقال: مراءٍ على وزن مراع، وأما مرايا فهو جمع ناقة مري وهي التي تدر إذا مري ضرعها) أي مسح ثديها وأمر عليه اليد، كما يفعل ذلك في حالة الحلب.

وما ذكره غير صحيح رواية ودراية؛ قال "ابن بري": حكى "ثعلب" في "الفصيح" أنه يقال: هذه ثلاث مراء فإذا كثرت فهي المرايا، وذكر ذلك جماعة من أهل اللغة "كابن السكيت" و"ابن قتيبة" وكفى بذلك سنداً، إلا أن قول "ثعلب" مرائي للقلة ووزنه مفاعل لم يظهر لي وجهه، والداعي للمصنف إلى ما قاله أن مفاعل ونحوه قد تفتح فيه الهمزة العارضة فتنقلب الياء ألفاً وتقع الهمزة مفتوحة بين ألفين وهي تشبه الألف مخرجاً، فيشبه ما توالى فيه ثلاثة أمثال فتبدل ياء. وهذا قياس في الهمزة العارضة.

وأما الأصلية فلا يجري فيها ذلك على المشهور، إلا أنه قال في "التسهيل": وقد

<<  <   >  >>