للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[[١٦٨]- قولهم: جاء القوم بأجمعهم]

ويقولون: جاء القوم بأجمعهم، لتوهمهم أنه أجمع الذي يوكد به في مثل قولهم: هو لك أجمع، والاختيار أن يقال: جاء القوم بأجمعهم بضم الميم، لأنه مجموع جمع فكان عل أفعل، كما يقال: فرخ وأفرخ وعبد وأعبد، ويدل على ذلك أيضاً إضافته إلى الضمير وإدخال حرف الجار عليه، وأجمع الموضوع للتوكيد لا يضاف ولا يدخل عليه الجار بحال، ونظير أجمع قولهم في المثل المضروب لمن كان في خصب ثم صار إلى أمرع منه: وقع الربيع إلى أربع يعني بأربع جمع ربيع.

ــ

(ويقولون: جاء القوم بأجمعهم لتوهمه أنه أجمع الذي يؤكد به في قولهم: هو لك أجمع والاختيار أن يقال: جاء القوم بأجمعهم بضم الميم لأنه مجموع جمع، فكان على أفعل، كما يقال: فرخ وأفرخ، ويدل على ذلك إضافته للضمير وإدخال الحرف الجار عليه).

ما منعه جوزه النحاة واللغويون وجرى به الاستعمال، وعلى الأصح فهو أجمع المؤكدة زيدت فيها الباء لا لفظ آخر، كما قال "الرضي": قد يضاف أجمع إضافة ظاهرة فيؤكد به لكن بباء زائدة، نحو جاءني القوم بأجمعهم؛ فقول "ابن بري": حكى "ابن السكيت" في باب "ما يضم ويفتح" بمعنى جاء القوم بأجمعهم [وأجمعهم]، وكذا حكاه "الجوهري" وغيره، وقال "أبو علي": ليست أجمع هي التي يؤكد بها وإنما هي لفظ آخر بمعنى الجماعة، ويدلك على أنه ليس هو أجمع الذي للتأكيد إضافته للضمير، وهذا بعينه ما قاله المصنف.

ومنشا الاختلاف فيه أنه لما امتنع صرفه ذهب بعضهم أنه للوزن والتعريف، وتعريفه بنية إضافته، وقيل: هو نوع آخر من التعريف مستقل، فمن أجاز إضافته بناء على الأول، ومن منعه بناه على الثاني لأنه كالعلم فلا يضاف.

وأما كونه لا يدخله الجار لأن دخوله يخرجه عن التبعية ولا يخفى ضعفه، وقد اضمحل هذا كله بالسماع وأن الباء تزاد في بعض ألفاظ التوكيد كما في نحو جاءني زيد بنفسه وبعينه، وقول "ابن هشام": لو كان توكيداً لكانت فيه زائدة مثلها في قوله:

<<  <   >  >>