للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما كسكسة "بكر" فإنهم يزيدون على كاف المؤنث في الوقف سيئاً ليبينوا حركة الكاف فيقولون: مررت بكس. وأما غمغمة "قضاعة" فصوت لا يفهم تقطيع حروفه. وأما طمطمانية "حمير" فقد مضى تفسيرها فيما تقدم.

ــ

في "كامل المبرد" قال "معاوية" يوماً: من أفصح الناس؟ فقام رجل من السماط فقال: قوم تباعدوا عن فراتية العراق وتيامنوا عن كشكشة تميم وتياسروا عن كسكسة بكر, ليس فيهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حمير فقال "معاوية": من أولئك؟ قال: قومي يا أمير المؤمنين. قال: من أنت؟ قال: رجل من جرم, وجرم من أفصح الناس. اهـ. وهم من اليمن لكنهم جاوروا مضر. ثم قال: وبكر تختلف في الكسكسة, فقوم منهم يبدلون من الكاف سيناً كما فعل التميميون في الشين, وقوم منهم يثبتون حركة الكاف ويزيدون بعدها سيئاً, و"بنو عمر بن تميم" إذا ذكروا كاف المؤنث ووقفوا عليها أبدلوا منها شيئاً لقرب الشين من الكاف في المخرج, لأنها مهموسة مثلها, فأرادوا البيان في الوقف لأن في الشين تفشياً والتي يدرجونها يدعونها كافاً وربما أبدلوا الكاف الأصلية المكسورة شيئاً فقالوا في ديك ديش كما قاله "ابن السيد", وروي بدل قوله: فراتية العراق لخلخانية العراق, واللخلخانية اللكنة من قولهم لخ في كلامه إذا جاء به ملتبساً, وعن "الأصمعي" نظر فلان نظر اللخلخانية وهو نظر الأعاجم, ولخلخان قبيلة أو موضع ينسب إليه. وفي "فقة اللغة" يعرض في لغة أعراب "الشحر" و"وعمان" كقولهم في ما شاء الله مشا الله. والغمغمة أن لا تبين الكلام, ويقال لأصوات الأبطال والثيران عند الذعر غماغم. والطمطمانية العجمة يقال: رجل طمطماني وطمطم, منه قالوا للعجيب: جعلت طمطم لما فيه من منكراً المنكرة الأعجمية كما في "الفائق". [وقال الثعالبي: هو إبدال الكلام ميماً]

<<  <   >  >>