للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

(أترعد عبداً لم يخنك أمانة ... وتترك عبداً ظالماً وهو ضائع)

(حملت عليه ذنبه وتركته ... كذي العر يكوي غيره وهو راتع)

كذا رأيته في ديوانه، وما ذكره المصنف من أنه يكوي الصحيح فيبرأ السقيم قول «الأصمعي و «أبي عمرو»، وقال «ابن دريد»: إنما يكون الصحيح لئلا يتعلق به الداء لا ليبرأ السقيم، فمعني البين حينئذ أنك تركت المذنب وآخذت البري، وهذا مثله، لأن السقيم أولى بالكي.

وقيل: إن العرب كانت تكوي الناقة إذا أصاب فصيلها العر لفساد لبنها فإذا كويت بري فصيلها لبراءة أمه، وفي شرح «أدب الكاتب» قال «أبو عبيدة»: هذا تمثيل لا حقيقة كقولهم: «يشرب عجلان ويسكر مسلمة» ولم يكونا شخصين موجودين، وله نظائر كثيرة كقول «المتنبي»:

(وجرم جره سفهاء قوم ... فحل بغير جارمه العذاب)

وقول الآخر:

(رأيت الحرب يحييها رجال ... ويصلي قرها قوم براة)

وقول الآخر:

(غيري جني وأنا المعاقب فيهم ... فكأنني سبابة المتندم)

وقوله: كذي العر [حال] أي تركته شبيها بذي العر، أو قائم مقام المصدر أي تركا كتركك ذي العمر، وجملة وهو راتع حالية، وجملة يكوي مفسرة لما قبلها، فلا محل لها من الإعراب.

<<  <   >  >>