للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣٨) وقال المُذال بن المعترض

" من الطويل ":

إذا ما قتلنا بالمحمدِّ مالكٍ ... سراةَ بني لاي فزاح غليلي

قال: المحمد الذي يُحمد من الرجال، لم يمرر بي هذا اللفظ صفة إلا في هذا الموضع، وقياس من قال الحارث والعباس والمظفر أن يقول في العلم اسم رجل: " هذا المحمد " كقوله: " هذا العباس " إلا أنه لم يمرر بنا في الاستعمال أن يراد به الشيء بعينه ولو قاله قائل لم يكن عندي مخطئا قياسا على الحارث والحسن والحسين والمظفر والمؤمل ونحو ذلك، وعلى أنه لو فعل ذلك لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى به من كل أحد لأنه لا أحد أحق بأن يُضعف ويكرر حمده منه عليه السلام. وقال المذال أيضا:

يا عين فأبكي المالكين أول ... الفوارس الأضايف المحول

ويروي: فوارس، قال جمع مالك، وقال: الأمور التي تنزل بهم كأن الأمر حول من غيرهم إليهم، وقد يكون الأضايف جمع ضيف كأنه تحول من عند من لم يرض ضيافته إليهم. هذا جميع ما قاله السكري في التفسير، وأما قوله: " أول " فيحتمل أمرين، أحدهما: أن يكون نكرة مصروفا كقوله: " فعلنا هذا أولا وآخرا "، إلا أنه لم يطلقه وجاء به على قوله:

وآخذ من كل حي عُصُم

ولم يقل عصما، وعلى قوله " من الرجز ":

أعددتُ للوِرد إذا الورد حَفَز ... غربا جرورا وجُلالا خُزَخَز

<<  <   >  >>