للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلاح (١)، والسبكي (٢)، والإسنوي (٣)، وغيرهم.

وحين سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- عن الأئمة من أهل الحديث ومذاهبهم واجتهادهم أجاب بقوله:

" ... وأمّا البيهقي فكان على مذهب الشّافعيّ منتصرًا له في عامة أقواله، والدارقطني هو أيضًا يميل إلى مذهب الشّافعيّ، وأئمة السنَّة والحديث، لكن ليسيه هو في تقليد الشافعه كالبيهقي، مع أنّ البيهقي له اجتهاد في كثير من المسائل، واجتهاد الدارقطني أقوى منه، فإنّه كان أعلم وأفقه منه" (٤).

* ثناء أهل العلم عليه:

إنَّ كلام الأئمة في بيان إمامته، وحفظه، وعلو كعبه، ورسوخ قدمه في هذا العلم كثير، وقد أقر له بة الفضل والتقدم في العلم شيخه الحافظ الكبير أبو العباس بن عقدة، فقد انقطع الدارقطني عنه يومًا لحُمَّى نالته، فجاءه ابن عقدة يزوره، وقال له: "ما عرفناك إِلَّا بعد انصرافك، وجعل يعتذر له".

وهاك طرفًا من ذلك مبتدئًا فيه بالأول فالأول.

(١) حمزة بن محمّد الدَّقَّاق (ت ٣٢٤ هـ):

قال رحمه الله فيه أبياتًا:

جعلناك فيما بيننا ورسولنا ... وسيطًا فلم تظلم ولم تتحَوَّبِ

فأنت الّذي لولاك لم يعرف الورى ... ولو جهدوا ما صادق من مكذب (٥)


(١) طبقاته (٢/ ٦١٦).
(٢) طبقاته (٣/ ٤٦٢).
(٣) طبقاته (١/ ٥٠٨).
(٤) مجموع الفتاوى (٢٠/ ٤١).
(٥) تاريخ بغداد (١٢/ ٣٩).

<<  <   >  >>