للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نبيلًا رئيس الرملة. وقال أبو سعيد الماليني: كان نبيلًا جليلًا، رئيس الرملة، كثير الحديث، هرب إلى دمشق فأُخذ وسلخ وصلب بمصر. وقال أبو ذر الهروي: أبو بكر النابلسي سجنه بنو عبيد، وصلبوه على السُّنَّة، سمعت الدَّارقُطْنِي يذكره، ويبكي، ويقول: كان يقول وهو يسلخ: {كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الأحزاب: ٦]. وقال ابن الطحان: حدثونا عنه، وذكره ابن زولاق فيمن كان بمصر من الزهاد أصحاب الوعظ. وقال الذَّهَبِي: الإمام القدوة الشهيد.

قال مقيده - عفا الله عنه -: وسبب سلخه - رحمه الله - أنّه كان يرى قتال المغاربة، وأن بغضهم واجب، حتّى قال مقولته المشهورة: لو أنّ معي عشرة أسهم، لرميت تسعة في المغاربة وواحدًا في الروم. فلما قدم جوهر -القائد لأبي تميم العبيدي- مصر، خرج أبو بكر النابلسي إلى الرملة خوفًا على نفسه، ثمّ هرب من الرملة إلى دمشق، فقبض عليه والي دمشق في شهر رمضان وحبسه، وجعله في قفص من خشب، وحمله إلى مصر، فلما وصل مصر سألوه عن مقولته السالفة الذكرة فاعترف بذلك، وقال قد قلته، ثمّ أمر المعز العبيدي بسلخه، فسلخ، وحشي تبنًا، وصلب - رحمه الله - ولعن الله العبيدية.

مات شهيدًا في ذي القعدة سَنَة ثلاث وستين وثلاثمائة.

قلت: [ثقة، مكثر، صالح، صبور، نبيل، قتل من أجل السُّنَّة، فأنزله الله منازل الشهداء].

فضائل مصر لابن زولاق (٤٢)، ذيل الكتَّاني على تَارِيخ ابن زبر (٩٧)، الأَنْسَاب (٥/ ٣٣٧)، تَارِيخ دمشق (٥١/ ٤٩)، مختصره (٢١/ ٢٧٤)، النُّبَلاء (١٦/ ١٤٨)، تَارِيخ الإِسْلَام (٢٦/ ٣١٠)، العِبَر (٢/ ١١٦)، الإشارة (١٨٠)، دول الإِسْلَام (١/ ٢٢٤)، الوَافِي بالوفيات (٢/ ٤٤)، مِرْآة الجَنَان (٢/ ٣٧٩)، المقفى الكبير (٥/ ١٧٥)، النُّجُوم الزَّاهرة (٤/ ١٠٦)، حسن المحاضرة (١/ ٥١٥)، الشَّذَرات (٤/ ٣٣٧).

<<  <   >  >>