للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مرات بعد ذلك غادر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصدر الحنون والقلب الكبير والنفس المواسية إلى خديجة يحدثها بما رأى وسمع وهو يقول: زملوني .. زملوني فانصاعت رضي الله عنها لطلبه وزملته وهي تقول أبشر يا ابن العم واثبت فقد أريد بك الخير العظيم وإنك والله لأهل لكل خير والله لا يخزيك أبدًا .. إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقرئ الضيف، وتعين على نوائب الحق وما زالت به حتى طعم وشرب وضحك وذهب عنه روعه، ثم أنها رضي الله عنها قصدت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل تحدثه بحديثه وشأنه - صلى الله عليه وسلم - .. وما أن فرغ حتى هتف ورقة قدوس .. قدوس .. والذي نفس ورقة بيده لقد جاءك الناموس الأعظم الذي كان يأتي موسى .. وليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أمخرجي هم؟

فأجاب ورقة: نعم .. لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك لأنصرنك نصرًا موزرًا.

أول الناس إسلامًا خديجة - رضي الله عنها - وأرضاها .. أسلمت خديجة وآمنت الزوجة الوفية ولم تكتف بإسلامها وإيمانها بل قدمت كل ما لديها في سبيل الله.

[عام الحزن]

وفي عام واحد، العام العاشر من البعثة النبوية أصيب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحادثين جليلين جعلاه يسمي ذلك العام (عام الحزن) فقد توفي عمه أبو طالب الذي كان درعه الواقي، والذي كفله صغيرًا ورعاه يافعًا وحماه نبيًا ورسولاً ثم لحقته خديجة بعد أن

<<  <   >  >>