للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قاضيًا". وكتبوا التاء التي يُوقف عليها بالهاء هاءً، نحو "نِعْمة" و"رَحْمة" حتى لا يجوز نقطها إِذا وقعت في شعر أو سجع ولو كان ذلك في حديث كما قاله النووى (١) في (شرح مسلم) (٢). ونَقْطُها في غير ذلك إِنما هو بالنظر للوصل. كما أن شكل المنصوب المنوّن بعلامة التنوين نظرًا لذلك (٣)، وكتابةَ الألف بعده نظرًا للوقف.

فمثال ما وقع في صورة الشعر ما تمثل به عليه الصلاة والسلام من قول شاعره ابن رَوَاحَة (٤) رضي الله عنه كما في (البخاري):

لا هُمَّ إِنّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِره ... فأَصْلح الأَنصَارَ والمهاجِرَهْ (٥)

[[قاعدة جامعة في الفصل والوصل]]

والحاصل أن كل كلمة لا يصح الوقْفُ عليها تُوصل بما بعدها، وكل كلمة


(١) سبق التعريف بالنووى ص ٥٤.
(٢) لم أصل إِلى كلام النووى في ذلك. وستأتى الإشارة إِلى ذلك عند الكلام عن حديث: "أعوذ بكلمات الله التامة ... " ص ٢١٩.
(٣) أي نظرًا للوصل.
(٤) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الأنصارى (من الخزرج) أبو محمَّد صحابى، يعد من الأمراء والشعراء الراجزين. كان يكتب في الجاهلية؛ وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الأثنى عشر، وشهد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية، واستخلفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - على المدينة في إِحدى غزواته، وصحبه في عمرة القضاء، وله فيها رجز، وكان أحد الأمراء في وقعة مؤتة (بأدنى البلقاء من أرض الشام) فاستشهد فيها سنة ٨ هـ (تهذيب التهذيب جـ٥ ص ٢١٢، حلية الأولياء جـ١ ص ١١٨).
(٥) ليس من قول ابن رواحة أو غيره، وإنما هو من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث من رواية أنس بن مالك رضي الله عنه. أخرجه البخاري -كتاب الرقاق- باب ما جاء في الرقاق وأن لا عيش إِلا عيش الآخرة (رقم ٦٤١٣). وفي رواية للبخارى بلفظ "فاغفر" أو "فأكرم" -كتاب الجهاد- باب التحريض على القتال (رقم ٢٨٣٤)، باب البيعة في الحرب على أن لا يفروا (رقم ٢٩٦١)، كتاب مناقب الأنصار -باب غزوة الخندق (رقم ٤٠٩٨، ٤٠٩٩، ٤١٠٠). وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد، باب غزوة الأحزاب (رقم ١٨٠٥/ ١٢٧ - ١٢٨).

<<  <   >  >>