للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعدها بها إِذا لم يُوجد مُسَوّغ لوصله، وذلك في الأمر من اللفيف المفروق، مثل: "فِه" و"عِه" و"قِه" و"لِه" خطًّا بالمذكَّر، من: "الوَفَاء" و"الوَعْى" و"الوِقَاية" و"الوَلْى"، فلا يُوصل هذا الفعل بمفعول الظاهر، نحو "فِهْ الكوزَ شرابًا"، و"قِهْ نفسَك"، و"عِهْ الكِتابَ"، و"لِهْ الأَمْر".

ولكن لمَّا لم يكن من أصولهم في الكلمة التي على حرفٍ واحد وَضْعًا أو عَروُضًا أن تُكتب مفصولة عما يَتَّصل بها: زادوا "هاء السكت" خطًّا، نظرًا لحالة الوقْف عليها، لأنه لا يُوقف على متحرك، مع أن تحريكه واجبٌ لكونه مبدوءًا به، ولا يُوقف على مثل ذلك فتُكتب الهاء لابتناء الكتابة على تقدير الوقف والابتداء، وإن كانت تَسْقُط وَصْلًا.

ومن ذلك قوله كما في (الأشمونى) (١):

فِهْ بالعقُودِ وَبِالأَيْمانِ لاسِيَمَا ... عَقْدٌ وَفَاءٌ بِهِ مِنْ أَعْظَمِ القُرَبِ (٢)

"قال الدمامينى (٣) والشُّمُنِّى (٤): فهذه الهاء التي في قوله: "فِه" ينطق بها


(١) سبق التعريف بالأشمونى ص (٨٢).
(٢) شرح الأشمونى لألفية ابن مالك جـ١ ص ١٦٨. والبيت من البسيط. وقد ورد في مصادر أخرى دون عزو انظر مغنى اللبيب وشرح شواهده للسيوطى ص ١٤٠.
(٣) محمَّد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمَّد المخزومى القرشى، بدر الدين المعروف بابن الدمامينى. عالم بالشريعة وفنون الأدب. ولد في الإِسكندرية سنة ٧٦٣ هـ، واستوطن القاهرة، ولازم ابن خلدون، وتصدر لإِقراء العربية بالأزهر، ثم تحول إِلى دمشق، ومنها حج وعاد إِلى مصر فولى فيها قضاء المالكية ثم تركه ورحل إِلى اليمن فدرس بجامع زبيد نحو سنة وانتقل إلى الهند فمات بها سنة ٨٢٧ هـ. من كتبه: "تحفة الغريب" (شرح لمغنى اللبيب لابن هشام) و"مصابيح الجامع" (شرح لصحيح البخاري) و"شرح تسهيل الفوائد" في النحو، وله غير ذلك. (الضوء اللامع جـ٧ ص ١٨٤، شذرات الذهب جـ٧ ص١٨١، الأعلام جـ٦ ص ٥٧).
(٤) هو أحمد بن محمَّد بن محمَّد بن حسين بن علي بن يحيى بن محمَّد بن خلف الله التميمى الدارى، المعروف بالشمنى، تقى الدين أبو العباس المالكى، ثم الحنفى - مفسر =

<<  <   >  >>