للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالجملة، فالمركَّبات الدخيلة في اللغة العربية كثيرة. قال الشهاب الخفاجي (١) في مقدمة كتابه (شفاء الغَلِيل فيما في لغة العرب من الدَّخيل): "واعلم أن المعَرَّب إِذا كان مُركَّبًا أُبقي على حاله؛ لأنه سماعى، فلا يجوز استعمال أحد أجزائه "كشَهِنْشَاه"، ولذا خُطِىء من عَرَّب "شاه" وحده، كقول بعض المولَّدين: (رَبّما قَمَرَتْ بالبَيْدَقِ الشَّاهُ) بالهاء أو بالتاء" اهـ (٢).

والحاصل أن من الكلمات ما يجب وصلها لمقتضٍ، وأنه لا تجوز مخالفة القياس وصلًا أو فصلًا إِلا لداعٍ مقبول، كالإِلغاز بالوصل وضده. أو لمسوغ؛ بأن يكون في الكلمة وجهان، كما في "مَعْدِى كَرِب" وكما إِذا كانت مُحتملَة لمعنيين يلزم لأحدهما الفصل وللآخر الوصل بأن تكون مُحتملةً للزيادة وعدمها. وأما قولهم: "وَيْلُمِّه"- والأصل: "وَيْلٌ لأُمّه"- فالوصل فيه على حسب التلفظ به كما ورد في حديث (٣).

ولما كانت كلمة "ما" كثيرة التفاصيل أفردناها بفصل مستقل كما صنع في (أدب الكاتب) (٤)، وهو هذا.


(١) سبق التعريف به ص (٥٧).
(٢) شفاء الغليل فيما في لغة العرب من الدخيل ص٨٠ (ط دار الشمال، طرابلس، لبنان ١٩٨٧م، ص ١٠ في الطبعة الأميرية ١٢٨٢م.
(٣) هذه اللفظة (ويلمه) ذكرها ابن منظور في لسان العرب (ويل) وقال: وفي الحديث في قوله لأبي بصير: "ويلمه مِسْعَر حرب" تعجبًا من شجاعته وجرأته ومنه حديث علي: "ويلمه كيلًا بغير ثمن لو أن له وعا" أي يكيل العلوم الجمة بلا عوض إِلا أنه لا يصادف واعيًا.
والحديث أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ "ويل أمه" كتاب الشروط -باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب (رقم ٢٧٣١، ٢٧٣٢) وأبو داود في السنن -كتاب الجهاد، باب في صلح العدو (رقم ٢٧٦٥) وأحمد بن حنبل في المسند (٤/ ٣٣١) وسيأتى الكلام عن هذه المسئلة بتفصيل أكثر.
(٤) أدب الكاتب ص ١٧١ - ١٧٢.

<<  <   >  >>