للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا توصل بـ "مَعَ" ولو في الاستفهام، نحو "مَع مَن كُنت؟ " كما تفصلها إِذا قلت: "كُن مَعَ مَن تُحبّ"

ولا توصل بـ"كُلّ" كقول ابن الفارض (١) في (الكافية).

*كُلُّ مَن في حماك يَهْوَاكَ (٢) *

وكذا قوله في (اليائية):

لَستْ أَنَسي بالثَّنايا قَوْلَها ... كُلُّ مَن في الحَيّ أَسْرى في يَدَي (٣).

ولا توصل بـ"أىَ" ولا غيرها من الأدوات لقلة استعماله مثل قوله رضي الله عنه في (الفائية):

أنت القَتَيلُ بأَىّ مَنْ أحبَبْتَةُ ... فاخْتَرْ لِنفْسِك في الهَوَى مَن تَصْطفِى (٤)

كما لا يوصل بها ما بعدها من ضمير أو اسم إِشارة، كقولها:

* مَن ذَا الَّذِي في حَيِّنا نَراهُ مَن (٥) *

وما وقع في المصحف فلا يُقاس عليه. كما لا يُقاس على وصلها فيه بـ"أَمْ" في قوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [النمل: ٦٠]، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ} [النمل: ٦٢] وبعض آيات أخرى (٦).

[(مَن) المقصود لفظها]:

وخرج بقولنا أولا: (المستعملة في موضوعها) ما إِذا قصد لفظها؛ كأن يقال: تكسر النون من "مَن" المفتوحة الميم إِذا لقيها ساكن ويرفع الاسم بعدها كما تفتح النون من "مِن" المكسورة الميم إِذا دخلت على "الـ" نحو: "من الرجل الذي تقول سمعت مِنَ الرجلِ"


(١) سبق التعريف بابن الفارض ص ١٠٥.
(٢) ديوان ابن الفارض ص ١٥٨ وقد سبق ذكره بتمامه ص ١٠٥.
(٣) ديوان ابن الفارض، ص ١٧.
(٤) ديوان ابن الفارض ص ١٥٢.
(٥) من بحر الرجز. ولم أصل إِليه.
(٦) مثل قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا} [الزمر: ٩] وقوله تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ} [الملك: ٢١].

<<  <   >  >>