للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منها: {لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} [الأحزاب: ٥٠] مع أنها فُصِلت منها في السورة بعينها في {لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ} [الأحزاب: ٣٧] وكذا فصلت في قوله: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً} [الحشر: ٧].

[فصل (لا) عن (هل - بل) - (هلا التحضيضية)]:

ولا توصل بها في الاستفهام ولا بـ"بل" نحو: {{كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: ١٧]، و"هل لا يجوز كذا وكذا؟ ".

فإِن قيل: كيف هذا مع أنها وُصلت بها في أحاديث كثيرة، منها حديث: "هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك" (١)؟ قلنا: إِن "هلا" التي في هذا الحديث وأمثاله ليست مركبة من "هل" الاستفهامية و"لا" النافية بل هي كلمة بسيطة موضوعة للتحريض على الفعل (إِن كان ما بعدها مستقبلًا وتسمى تحضيضية) وللتوبيخ أو التنديم (٢) (إِذا كان الفعل بعدها ماضيًا) كما في الحديث المذكور، ولا يليها إِلا الفعل لفظًا أو تقديرًا وقد صرح به في رواية أخرى: "هلا تزوجت بكرًا" (٣) وهي في هذا الحديث للتنديم.

ومثالها للتوبيخ قوله سبحانه: "فهلا نملة واحدة" (٤) عتابًا للنبي الذي أمر


(١) الحديث متفق عليه أخرجه البخاري في الصحيح -كتاب البيوع- باب شراء الدواب والحمير (رقم ٢٠٩٧) وفي كتاب الجهاد - باب استئذان الرجل الإِمام (رقم ٢٩٦٧) وكتاب المغازي باب إِذ همت طائفتان منكم أن تفشلا (رقم ٤٠٥٢) ومسلم في صحيحه -كتاب الرضاع- باب استحباب نكاح ذات الدين (رقم ٧١٥/ ٥٤) وباب استحباب نكاح البكر (٧١٥/ ٥٦، ٥٧، ٥٨) ورواه أبو داود في السنن -كتاب النكاح- باب في تزويج الأبكار (رقم ٢٠٤٨) والترمذي في الجامع "كتاب النكاح" باب ما جاء في تزويج الأبكار (رقم ١١٠٠) وابن ماجه في سننه - كتاب النكاح، باب تزويج الأبكار (رقم ١٨٦٥).
(٢) يعني (هلا) موضوعة أيضًا للتوبيخ والتنديم.
(٣) سبق تخريجه قبل أسطر قليلة.
(٤) جزء من حديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب بدء الخلق- باب إِذا وقع الذباب في إِناء أحدكم فليغمسه .. الخ (رقم ٣٣١٩) ومسلم في صحيحه -كتاب السلام- باب النهى عن قتل النملة (٢٢٤١/ ١٤٩، ١٥٠) الحديث بتمامه عن أبي هريرة عن النبي =

<<  <   >  >>