للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"المَوْءُودة"، فيجب حَذْفها لاجتماع الأمثال الموجِب لحذف أحدها، قال في "الهَمْع" (١): "ومنهم من يكتبها واوًا فيما إِذا كان بعدها حرف مَدّ للفرق بين المهموز وغيره، مثل "مَقُول" و"مَصُوغ"، لكن قال أبو حيان (٢): إِذا كان مثل "رُؤُس" يكتب بواو واحدة مع أن تسهيله بين الهمزة والواو: فذا أَحْرى (يعني "المسْئُول" ونحوه) (٣). قال: وقد كُتب في المصحف "المَؤْءُودَة" بواو واحدة، وهي المتصلة بالميم لا غير (٤). وله وجه في القياس وهو أن الهمزة المضمومة لما حُذِفت بقى واوان، ومن عادتهم عند اجتماع صورتين في كلمة حَذْفُ إِحداهما، فلذا كتب بواو واحدة. إِلا أنه قد يُختار فيه في غير القرآن أن يُكتب بواوين، لأنه قد حُذِف من الكلمة في الخط حرف، فيُكره أن يُحذف غيره" انتهى.

وقد استوفت المضمومة أحوالها الأربع.

[رابعًا: المتوسطة المفتوحة - "ولها أربعة أحوال"]:

[١] [إِذا كان ما قبلها مفتوحًا تكتب ألفًا]:

وأما إِذا كانت الهمزة المتوسطة مفتوحة فيأتى فيها من الحذْف فتُكتب ألفًا إِذا كان ما قبلها مفتوحًا، سواء كانت هى مُخفَّفة أو مُشدَّدة أو ممدودة، نحو: "سَأَّل" و"تَذَأَّب" و"تَفَأَّد" بوزن "تكلَّم" و"الموأَّمة" (٥): بوزن "المُعَظَّمة".

والممدودة مثل "سَأَّل" و"سَأَّر" (٦) و"لأَّل" (٧) الثلاثة بوزن


(١) همع الهوامع جـ ٦ ص ٣١٢.
(٢) سبق التعريف بأبى حيان ص ٣٢.
(٣) ما بين القوسين ليس في الهمع، وإِنما هو من تفسير المؤلف.
(٤) أي هكذا "الموءدة" كما في الآية (٨) من سورة التكوير.
(٥) الموَأَّم: المعظم "اللسان - وأم".
(٦) رجل سَأَّر: يُسْئِر في الإناء في الشراب، أي كثيرًا ما يبقى شيئًا من الشراب في الإِناء "اللسان - سأر".
(٧) "لأَلٌ" "لأّءٌ" "لأْلاءٌ": بائع اللؤلؤ "لسان العرب - لألأ".

<<  <   >  >>