للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} [المائدة: ١١٦] أو مكسورة في الاسم نحو {أَئِفْكًا} (*) [الصافات: ٨٦] أو في الحرف نحو "أَئنَّكَ": فلا تحُذف ألف القَطْع، بل تصَّور بمجانِس حركتها, لأنها حينئذٍ تُسهَّل على نحوه، فكُتب في الأول واوًا، وفي الثاني ألفًا، وفي الثالث ياءً من جنس حركتها في كلٍ.

وجَوَّز الكِسَائى (١) وثعلب (٢) الحذْفَ في المفتوحة فيكتب {أسْجُدُ} بألف واحدة، والمحذوفة همزة الاستفهام عند الكسائي، والثانية عند ثَعلب.

وجوز ابن مالك (٣) كتابة المضمومة والمكسورة بألف، نحو "أَأُنزل"، "أإِنك"، كذا في (الَهمْع) (٤).

وقد كُتبت {أَئِفْكًا} في مصحف البغداديين، وفي حديث البخاري عن عمر - رضي الله عنه - قال: "حُمِلتُ على فَرَسٍ في سَبِيلِ اللهِ فَرأَيتهُ يُباع،


(*) والآية بتمامها {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ}.
(١) علي بن حمزة بن عبد الله الأسدى بالولاء، الكوفى، أبو الحسن الكسائي. إِمام في اللغة والنحو والقراءة من أهل الكوفة ولد في إِحدى قراها، وتعلم بها، وقرأ النحو بعد الكبر، وتنقل في البادية، وسكن بغداد، وتوفى بها سنة ١٨٩ هـ عن سبعين عامًا. وهو مؤدب هارون الرشيد وابنه الأمين، قال الجاحظ: كان أثيرًا عند الخليفة حتى أخرجه من طبقة المؤدبين إِلى طبقة الجلساء والمؤانسين. وأخباره مع علماء الأدب واللغة في عصره كثيرة له تصانيف منها: "معانى القرآن"، "القراءات" و"الحروف" و"المتشابه في القرآن" (تاريخ بغداد جـ١١ ص ٤٠٣، طبقات النحويين واللغويين ص ١٢٧ - ١٣٠، نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص ٥٨ - ٦٤ الفهرست ص ٩٧، معجم الأدباء جـ١٣ ص ١٦٧).
(٢) أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانى بالولاء، أبو العباس المعروف بثعلب إِمام الكوفيين في النحو واللغة. كان راوية للشعر، مشهورًا بالحفظ وصدق اللهجة، ثقة حجة مولده ببغداد سنة ٢٠٠ هـ، وتوفي بها سنة ٢٩١ هـ. من كتبه: "الفصيح"، "مجالس ثعلب"، "إِعراب القرآن"، "معانى القرآن" (طبقات النحويين واللغويين ص ١٤١ - ١٥٠، إِنباه الرواة جـ١ ص ١٣٨).
(٣) سبق التعريف بابن مالك ص ٣١.
(٤) همع الهوامع جـ٦ ص ٣١٧.

<<  <   >  >>