للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَنَرْجُمَنَّكُمْ} [يس: ١٨]، وقول الشاعر:

لَئِن جَاءَنى طَيْفُ الخيَال مُبَشِّرًا ... وَهَبْتُ له مالى وروحى ولا يَغْلُو (١)

[دخول اللام المكسورة على "أَنْ" المفتوحة "لِئَلَّا"]:

وأما إِذا دخلت اللام المكسورة على "أَنْ" المفتوحة فلا تُكتب إلا بالألف إِذا لم يكن بعدها "لا" النافية، وإلا كُتبت ياءً كما في المصحف "لِئَلا" على غير قياس (٢)، وسهله إِدغام النون في اللام فصارت كالكلمة الواحدة كما مَرَّ (٣).

[دخول اللام المكسورة على ما أوله همزة مكسورة] [لِئِلَاف]:

وأما إِذا دخلت اللام المذكورة على ما أوله همزة مكسورة نحو "إِيلَاد" و"إِيلَاف" (٤) و"إِيلاء" (٥) فتبقى الهمزة على صورتها ألفًا كما لو لم تدخل اللام، وكتب في المصحف {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} (*) [قريش:١]: بحذف الهمزة


(١) البيت لزهير بن أبي سلمى، وهو من بحر الطويل، انظر ديوان زهير ص ١١١، الخصائص لابن جنى جـ١ ص ٩٨.
(٢) كما في قوله تعالى: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} [الحديد: ٢٩].
(٣) راجع عن ذلك ص ١٤٧.
(٤) ألفت بينهم تأليفًا إِذا جمعت بينهم بعد تفرُّق، وألَّفت الشىء تأليفًا إِذا وصلت بعضه ببعض، وآلفت فلانًا الشئ إِذا ألزمته إِياه، أولفه إِيلافًا، والمعنى في قوله تعالى: "لإيلاف قريش"، لتُؤْلف قريش الرحلتين فتتصلا ولا تنقطعا، فاللام في "لإِيلاف" متصلة بالسورة التي قبلها، أي: أهلك الله أصحاب الفيل، لتُؤْلَف قريش رحلتيها آمنين: قال ابن كثير: حبسنا عن مكة الفيل، وأهلكنا أهله لإيلاف قريش، أي لائتلافهم واجتماعهم في بلدهم آمنين، وقيل: المراد بذلك ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إِلى اليمن، وفي الصيف إِلى الشام في المتاجر، وغير ذلك، ثم يرجعون إلى بلدهم آمنين في أسفارهم، لعظمتهم عند الناس لكونهم سكان حرم الله، فمن عرفهم احترمهم، بل من سار معهم آمن بهم "انظر اللسان - ألف - تفسير ابن كثير جـ٤ ص ٥٥٣".
(٥) آلى يُؤْلى إِيلاءً: حلف، قال تعالى {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} [النور: ٢٢]،وفي حديث أنس بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: آلى من نسائه شهرًا، أي: حلف لا يدخل عليهن"، وللإِيلاء في الفقه أحكام تخصه لا يُسمَّى إِيلاءٌ بدونها "اللسان - ألا".
(*) وترسم في المصحف {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}.

<<  <   >  >>