للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعده" (١) للاحتراز عما إِذا حرك الساكن بالضم، نحو "جُزُؤٌ" و"كُفُؤٌ"، أو بالكسر نحو "رِدِئٌ" اتْباعًا لِمَا قبله المضموم أو المكسور، أو نُقلت إِليه حركة الهمزة الإِعرابية التي تُحرُّك بها عند الوصل والدَّرَج، فإِن بعض النحاة يُجوِّز ذلك لوروده في لغة تميم وكثير من العرب، كما في "الأشمونى" (٢)، فيقولون: "أظهرتُ الخَبَأَ" يعني الخَبَء، و"هذا رِدُؤٌ" و"اجتمعت بِكُفِئٍ"، فيُصَّور الهمزة حينئذٍ بحسب الحركة العارضة للاتباع في المضموم، والمكسور دون المفتوح (نحو "الوَطْء") أو للنقل بالحركات الثلاث، حتى الفتحة.

فإِن قلتَ: قد شرطوا في الحركة المنقولة أن لا تكون فتحة فلا يقال: "قَرأْتُ العِلم" بالنقل، بل يقال: "العِلِم" بالاتباع، أي بكسر اللام.

قلتُ: قد استُثْنِي المهموز من هذا الشرط، فيقال: "رأيتُ الرّدَأَ" و"الخَبَأَ" في "الرِدْء" و"الخَبْء"، واغْتفِر فيه ذلك، كما اغْتفِر فيه الأَداء إلى عدم النظير في نحو: "هذا رِدُؤٌ"، كما في "الهَمْع" (٣) و"الأشمونى" (٤).

هذا ما يتعلق بالهمزة المتطرفة ظاهرًا.

[الهمزة المتطرفة تقديرًا "تعريفها - إِرجاء الحديث عنها"]:

وأما المتطرفة تقديرًا (وهي التي تتصل بها هاء التأنيث العارضة التي لم تُبْنَ الكلمة عليها, ولا تكون الهمزة قبلها إِلا مفتوحة، نحو "عَبَاءَة" و"قِرَاءة" و"فُجَاءَة" و"هَنِيئَة" و"خَطِيئَة" و"فَيْئَة" و"حُطَيْئَة" -بالتصغير- و"مُرُوءَة" و"شُنُوءَة" و"سَوْءَة"). فسيأتى الكلام عليها بعد انتهاء الكلام على المتوسطة عارضًا (٥).


(١) سبق ذلك قبل قليل ص ١٨٩.
(٢) شرح الأشمونى على الألفية جـ٤ ص ٢١٢ - باب الوقف.
(٣) همع الهوامع جـ٦ ص ٣١٣.
(٤) شرح الأشمونى على الألفية جـ٤ ص ٢١٢.
(٥) سيأتى الحديث عنها ص ٢١٥.

<<  <   >  >>