للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأَرى أكثر النُّسَّاخ يحذف الهمزة بعد الألف كما كانت حال الإِسناد إِلى المذكر، ثم يكتب الياء بعدها مفردة. لكن القياس في الهمزة المتوسطة المكسورة كتبها ياء.

وأما قول سلطان العُشَّاق - رضي الله عنه - (١) في (اليائية):

إن تَشَىْ راضِيةً قَتْلىِ جَوىً ... في الهَوَى حَسْبى افْتخارًا أَن تَشَىْ (٢)

فلعله أجرى المهموز مجرى المعتل، مثل "رَعَى، يَرْعى" كما تقول للأنثى: "إن تَرْعَىْ"، ثم حَذَفَ الألف من "تَشَا" لالتقاء الساكنين، "وَوَصَل ياء المخاطبة الساكنة بالشين المفتوحة.

ومثال ياء المتكلم في الأسماء: "مَلْجَاىَ" و"مَبْدَاىَ" و"مَنْشَاىَ"، فالقياس كَتْبُ الهمزة ياءً، اعتبارًا بحركتها على مذهب المتقدمين (٣).

لكنى لم أره في كثير من الكُتُب إِلا مكتوبًا بالألف على مذهب غير المتقدمين الذي سبق ذكره فيما إِذا اتصل بالاسم ضمير.

وكذا إِذا اتصل به ياء النسب (نحو ابن مُلْجَم السَّبَأى" (٤): نسبة إِلى سَبَأ.

و"النَّسَأى" -على روايته بالقصر- و"الشَّنَأى": نسبة إِلى أَزْدَ شَنُوءَة): فحقُّه أن يُكتب بياءين، اعتبارًا بحركة الهمزة.

لكن لم أره مكتوبًا إِلا بالألف فقط.


(١) هو ابن الفارض راجع ترجمته ص ١٠٥.
(٢) ديوان ابن الفارض ص ١٨.
(٣) وراجع في ذلك ص ٢٠١.
(٤) هو عبد الرحمن بن مُلْجَم المرادى. قال ابن يونس في (تاريخ مصر): هو أحد بني مدرك (حى من مراد)، شهد فتح مصر، واختط بها ويقال: إِن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لأنه كان من قراء القرآن، وكان فارس قومه المعدود فيهم بمصر. قال ابن حجر: كان عابدًا قانتًا لله، لكنه ختم له بشر، فقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه متقربًا إِلى الله بدمه بزعمه، فقطعت أربعته ولسانه وسملت عيناه، ثم أحرق. وكان ذلك بالكوفة سنة ٤٠ هـ (لسان الميزان جـ٣ ص ٤٣٩ - ٤٤٠، وفيات الأعيان جـ٧ ص ٢١٨، النجوم الزاهرة جـ١ ص ١١٩ - ١٢٠).

<<  <   >  >>