للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد يقال فيه "الشَّنَوِى".

نَعَمْ، كُتب "الشَّنئِ" بالياء المصَّورة عن الهَمْز في بعض نسخ (صحيح مسلم). وكذا في بعض نسخ (صحيح البخاري): "الشَّنِّى" بحذف الهمزة بالكلية لفظًا وخَطًّا وإبدالها نونًا أدغم فيها ما قبلها.

وأما إِذا اتصلت الياء الحرفية علامة الإِعراب في مثل "المقْرِئِين" فتُكتب الهمزة ياءً، اعتبارًا بحركتها، وكأنهم لم يُبالوا بالتباس اسم الفاعل باسم المفعول في نحوه، وفي ("مُرْجِئين" و"مُرْجَئِين") و ("مُلجِئِين" و"مُلجَئِين") اتِّكالًا على فَهْمه بالسياق.

والسياق على مذهب سيبويه.

وأما على مذهب الأَخفش (١) فاسم الفاعل بالياء كما لو كان مفردًا على ما سبق في "المسْتَهزِئِين" على مذهبه (٢).

ثانيًا: في حالة كتابة الهمزة المتطرفة ياءً عند انفرادها:

(١) اتصالها بضمير تتغير معها حركتها الإِعرابية:

وأما ما تُكتب همزته المتطرفة ياءً فلا تتغير عن ذلك إِذا اتصل بها ضمير تتغير معه حركة الهمزة الإِعرابية نحو: "يُبْدئُه" و"يُقْرِئُه"، و"هذا قَارئُنا" و"ذاك مُقْرِئُكم" و"هو يُكافئُه" و {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ} [الإِسراء: ٣٨] و"سوْفَ يُنَبِّئُهُم"، "سَيِّئُهُم".

هذا ما ذهب إِليه أبو سعيد الأَخفَش القائل باعتبار حركة ما قبلها إِذا كان مكسورًا وهي مضمومة، وهو الذي عليه النُّسَّاخ فيما أرى، دون مذهب سيبويه القائل بتصويرها واوًا إِذا كانت مضمومة اعتبارًا بحركتها نفسها.

أقول: ولعلهم اختاروا ما عليه الأَخْفَش لكون صورة "يُقْرِئُه" الرباعى لا تلتبس بصورة "يَقْرَؤه" الثلاثى عليه بخلافه على مذهب سيبويه، ففيه اشتباه


(١) سبق التعريف بسيبويه والأخفش ص (٤١) وص (١٦٧) على الترتيب.
(٢) راجع عن ذلك ص ١٨٠.

<<  <   >  >>